قوله تعالى يقصون عليكم آياتي أي يقرؤون عليكم كتابي وينذرونكم أي يخوفونكم بيوم القيامة وفي قوله شهدنا على أنفسنا قولان .
أحدهما أقررنا على أنفسنا بانذار الرسل لنا .
والثاني شهد بعضنا على بعض بانذار الرسل إياهم ثم أخبرنا الله تعالى بحالهم فقال وغرتهم الحياة الدنيا أي يزينتها وإمهالهم فيها وشهدوا على أنفسهم أي أقروا أنهم كانوا في الدنيا كافرين وقال مقاتل ذلك حين شهدت عليهم جوارحهم بالشرك والكفر .
ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون .
قوله تعالى ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم قال الزجاج ذلك الذي قصصنا عليك من أمر الرسل وأمر عذاب من كذب لأنه لم يكن ربك مهلك القرى بظلم أي لا يهلككم حتى يبعث إليهم رسولا قال ابن عباس بظلم أي بشرك وأهلها غافلون لم يأتهم رسول .
ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون .
قوله تعالى ولكل درجات مما عملوا أي لكل عامل بطاعة الله أو بمعصيته درجات أي منازل يبلغها بعمله إن كان خيرا فخيرا وإن كان شرا فشرا وإنما سميت درجات لتفاضلها في الارتفاع والانحطاط كتفاضل الدرج .
قوله تعالى عما يعملون قرأ الجمهور بالياء وقرأ ابن عامر بالتاء على الخطاب .
وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشآء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين