قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين .
قوله تعالى قد خسر الذين قتلوا أولادهم وقرأ ابن كثير وابن عامر قتلوا بالتشديد قال ابن عباس نزلت في ربيعة ومضر والذين كانوا يدفنون بناتهم أحياء في الجاهلية من العرب وقال قتادة كان أهل الجاهلية يقتل أحدهم بنته مخافة السبي والفاقة ويغذو كلبه وقال الزجاج وقوله سفها منصوب على معنى اللام تقديره للسفه تقول فعلت ذلك حذر الشر وقرأ ابن السميفع والجحدري ومعاذ القارئ سفهاء برفع السين وفتح الفاء والهاء وبالمد وبالنصب والهمز .
قوله تعالى بغير علم أي كانوا يفعلوا ذلك للسفه من غير أن أتاهم علم في ذلك وحرموا ما رزقهم الله من الأنعام والحرث وزعموا أن الله أمرهم بذلك .
وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره اذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين .
قوله تعالى وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات فيه أربعة أقوال .
أحدها أن المعروشات ما انبسط على وجه الأرض فانتشر مما يعرش كالكرم والقرع والبطيخ وغير معروشات ما قام على ساق كالنخل والزرع وسائر الأشجار .
والثاني أن المعروشات ما أنبته الناس وغير معروشات ما خرج في البراري والجبال من الثمار رويا عن ابن عباس