إذا كانت الحسنة كلمة التوحيد فأي مثل لها حتى يجعل جزاء قائلها عشر أمثالها فالجواب أن جزءا الحسنة معلوم القدر عند الله فهو يجازي فاعلها بعشر أمثاله وكذلك السيئة وقد أشرنا إلى هذا في المائدة عند قوله فكأنما قتل الناس جميعا فان قيل المثل مذكر فلم قال عشر أمثالها والهاء إنما تسقط في عدد المؤنث فالجواب أن الأمثال خلقت حسنات مؤنثة وتلخيص المعني فله عشر حسنات أمثالها فسقطت الهاء من عشر لأنها عدد مؤنث كما تسقط عند قولك عشر نعال وعشر جباب .
قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين .
قوله تعالى قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم قال الزجاج أي دلني على الدين الذي هو دين الحق ثم فسر ذلك بقوله دينا قيما قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو قيما مفتوحة القاف مشددة الياء والقيم المستقيم وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي قيما بكسر القاف وتخفيف الياء قال الزجاج وهو مصدر كالصغر والكبر وقال مكي من خففه بناه على فعل وكان أصله أن يأتي بالواو فيقول قوما كما قالوا عوض وحول ولكنه شذ عن القياس قال الزجاج ونصب قوله دينا قيما محمول على المعنى لأنه لما قال هداني دل على عرفني دينا ويجوز أن يكون على البدل من قوله إلى صراط مستقيم فالمعنى هداني صراطا مستقيما دينا قيما وحنيفا منصوب على الحال من إبراهيم والمعنى هداني ملة إبراهيم في حال حنيفيته