فقيل لهم بهذه الآية لعلكم تريدون أن تسألوا محمدا أن يريكم الله جهرة قاله ابو سليمان الدمشقي .
والكفر الجحود والإيمان التصديق وقال أبوالعالية المعنى ومن يتبدل الشدة بالرخاء وسواء السبيل وسطه .
ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شئ قدير .
قوله تعالى ود كثير من أهل الكتاب .
في سبب نزولها ثلاثة أقوال احدها أن حيي بن أخطب وأبا ياسر كانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام فنزلت هذه الآية قاله ابن عباس والثاني أن كعب بن الأشرف كان يهجوا النبي ويحرض عليه كفار قريش في شعره وكان المشركون واليهود من أهل المدينة يؤذون رسول الله حين قدمها فأمر النبي بالصفح عنهم فنزلت هذه الآية قاله عبد الله بن كعب بن مالك والثالث أن نفرا من اليهود دعوا حذيفة وعمارا الى دينهم فأبيا فنزلت هذه الآية قاله مقاتل .
ومعنى ود احب وتمنى وأهل الكتاب اليهود قال الزجاج من عند أنفسهم موصول ب ود كثير لا بقوله حسدا لأن حسد الإنسان لا يكون إلا من عند نفسه والمعنى مودتهم لكفركم من عند أنفسهم لا أنه عندهم الحق فأما الحسد فهو تمني زوال النعمة عن المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها وتفارقه الغبطة فانها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط وحد بعضهم الحسد فقال هو أذى يلحق بسبب العلم بحسن حال الأخيار ولا يجوز أن يكون الفاضل حسودا لأن الفاضل يجري على ما هو الجميل