والثاني أن أبا جهل قال اللهم أينا كان أحب إليك وأرضى عندك فانصره اليوم فنزلت هذه الآية قاله أبو صالح عن ابن عباس .
والثالث أن المشركين أخذوا بأستار الكعبة قبل خروجهم إلى بدر فقالوا اللهم انصر أعلى الجندين وأكرم القبيلتين فنزلت هذه الآية قاله السدي .
والرابع أن المشركين قالوا اللهم إنا لا نعرف ما جاء به محمد فافتح بيننا وبينه بالحق فنزلت هذه الآية قاله عكرمة .
والخامس أنهم قالوا بمكة اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء الآية فعذبوا يوم بدر قاله ابن زيد فخرج من هذه الأقوال أن في المخاطبين بقوله إن تستفتحوا قولان .
أحدهما أنهم المؤمنون والثاني المشركون وهو الأشهر .
وفي الاستفتاح قولان .
أحدهما انه الاستنصار قاله ابن عباس والزجاج في آخرين فان قلنا إنهم المسلمون كان المعنى إن تستنصروا فقد جاءكم النصر بالملائكة وإن قلنا إنهم المشركون احتمل وجهين أحدهما إن تستنصروا فقد جاء النصر عليكم والثاني إن تستنصروا لأحب الفريقين إلى الله فقد جاء النصر لأحب الفريقين .
والثاني أن الاستفتاح طلب الحكم والمعنى إن تسألوا الحكم بينكم وبين المسلمين فقد جاءكم الحكم وإلى هذا المعنى ذهب عكرمة ومجاهد وقتادة فأما قوله وإن تنتهوا فهو خير لكم فهو خطاب للمشركين على قول الجماعة .
وفي معناه قولان .
أحدهما إن تنتهوا عن قتال محمد صلى الله عليه وسلم والكفر قاله أبو صالح عن ابن عباس