إلا الطاعة لأن جيمع الخلال من الصلاة والقيام فيها والدعاء وغير ذلك يكون عنها .
وللمفسرين في المراد بالقنوت هاهنا ثلاثة أقوال أحدها أنه الطاعة قاله ابن عباس وابن جبير و مجاهد وقتادة والثاني أنه الإقرار بالعبادة قاله عكرمة والسدي والثالث القيام قاله الحسن والربيع .
وفي معنى القيام قولان أحدهما أنه القيام له بالشهادة بالعبودية والثاني أنه القيام بين يديه يوم القيامة فإن قيل كيف عم بهذا القول وكثير من الخلق ليس له بمطيع فعنه ثلاثة اجوبة أحدها أن يكون ظاهرها ظاهر العموم ومعناها معنى الخصوص والمعنى كل أهل الطاعة له قانتون والثاني أن الكفار تسجد ظلالهم لله بالغدوات والعشيات فنسب القنوت إليهم بذلك والثالث أن كل مخلوق قانت هل بأثر صنعه فيه وجري أحكامه عليه فذلك دليل على ذله للرب ذكرهن ابن الانباري .
بديع السموات والأرض و إذا قضى امرا فإنما يقول له كن فيكون .
قوله تعالى بديع السموات .
البديع المبدع وكل من أنشأ شيئا لم يسبق إليه قيل له أبدعت قال الخطابي البديع فعيل بمعنى مفعل ومعناه أنه فطر الخلق مخترعا له لا على مثال سبق .
قوله تعالى و إذا قضى أمرا قال ابن عباس معنى القضاء الإرادة وقال مقاتل إذا قضى أمرا في علمه فانما يقول له كن فيكون والجمهور على ضم نون فيكون بالرفع على القطع والمعنى فهو يكون وقرأ ابن عامر بنصب النون قال مكي ابن أبي طالب النصب على الجواب لكن فيه بعد .
فصل .
وقد استدل أصحابنا على قدم القرآن بقوله كن فقالوا لو كانت كن مخلوقة لافتقرت إلى إيجادها بمثلها وتسلسل ذلك والمتسلسل محال فإن قيل هذا خطاب لمعدوم