فالجواب أنه خطاب تكوين يظهر أثر القدرة ويستحيل أن يكون المخاطب موجودا لأنه بالخطاب كان فامتنع وجوده قبله أو معه ويحقق هذا أن ما سيكون متصور للعلم فضاهى بذلك الموجود فجاز خطابه لذلك .
وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون .
قوله تعالى وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله فيهم ثلاثة أقوال أحدها انهم اليهود قاله ابن عباس والثاني النصارى قاله مجاهد والثالث مشركو العرب قاله قتادة والسدي عن أشياخه و لولا بمعنى هلا .
وفي الذين من قبلهم ثلاثة أقوال أحدها انهم اليهود قاله ابن عباس و مجاهد والثاني اليهود والنصارى قاله السدي عن أشياخه والثالث اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار قاله قتادة .
تشابهت قلوبهم أي في الكفر .
إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم .
قوله تعالى إنا أرسناك بالحق .
في سبب نزولها قولان أحدهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما ليت شعري ما فعل أبواي فنزلت هذه الآية قاله ابن عباس والثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أنزل الله بأسه باليهود لآمنوا فنزلت هذه الآية قاله مقاتل .
وفي المراد بالحق هاهنا ثلاثة أقوال أحدها أنه القرآن قاله ابن عباس والثاني الإسلام قاله ابن كيسان و الثالث الصدق .
قوله تعالى ولا تسأل عن الأكثرون بضم التاء على الخبر والمعنى لست بمسؤول عن اعمالهم وقرأ نافع ويعقوب بفتح التاء وسكون اللام على النهي عن السؤال عنهم