وفي المراد بالفئتين قولان .
أحدهما فئة المسلمين وفئة المشركين وهو قول الجمهور .
والثاني فئة المسلمين وفئة الملائكة ذكره الماوردي .
قوله تعالى نكص على عقبيه قال أبو عبيدة رجع من حيث جاء وقال ابن قتيبة رجع القهقري قال ابن السائب كان إبليس في صف المشركين على صورة سراقة آخذا بيد الحارث بن هشام فرأى الملائكة فنكص على عقبيه فقال له الحارث أفرارا من غير قتال فقال إني أرى مالا ترون فلما هزم المشركون قالوا هزم الناس سراقة فبلغه ذلك فقال والله ما شعرت بمسيركم حتى بلغتني هزيمتكم قال قتادة صدق عدة الله في قوله إني أرى مالا ترون ذكر لنا أنه رأى جبريل ومعه الملائكة فعلم أنه لا يد له بالملائكة وكذب عدو الله في قوله إني أخاف الله الله ما به مخافة الله ولكن علم أنه لا قوة له بهم وقال عطاء معناه إني أخاف الله أن يهلكني وقال ابن الانباري لما رأى نزول الملائكة خاف أن تكون القيامة فيكون انتهاء إنظاره فيقع به العذاب ومعنى نكص رجع هاربا بخزي وذل واختلفوا في قوله والله شديد العقاب هل هو ابتداء كلام أو تمام الحكاية عن إبليس على قولين .
إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فإن الله عزيز حكيم .
قوله تعالى إذ يقول المنافقون قال ابن عباس هم قوم من أهل المدينة من الأوس والخزرج فأما الذين في قلوبهم مرض ففيهم ثلاثة اقوال .
أحدها أنهم قوم كانوا قد تكلموا بالإسلام بمكة فأخرجهم المشركون