قوله تعالى وألف بين قلوبهم يعني الأوس والخزرج وهم الأنصار كانت بينهم عداوة في الجاهلية فألف الله بينهم بالإسلام وهذا من أعجب الآيات لأنهم كانوا ذوي أنفة شديدة فلو أن رجلا لطم رجلا لقاتلت عنه قبيلته حتى تدرك ثأره فآل بهم الإسلام إلى أن يقتل الرجل ابنه وأباه .
يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين .
قوله تعالى حسبك الله ومن اتبعك فيه قولان .
أحدهما حسبك الله وحسب من اتبعك هذا قول أبي صالح عن ابن عباس وبه قال ابن زيد ومقاتل والأكثرون .
والثاني حسبك الله ومتبعوك قاله مجاهد وعن الشعبي كالقولين .
وأجاز الفراء والزجاج الوجهين وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة وثلاثون ثم أسلم عمر فصاروا أربعين فنزلت هذه الآية قال أبو سليمان الدمشقي هذا لا يحفظ والسورة مدنية باجماع والقول الأول أصح .
يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين .
قوله تعالى حرض المؤمنين على القتال قال الزجاج تأويله حثهم