ورسوله رفع على الابتداء وخبره مضمر على معنى ورسوله أيضا بريء وقرأ أبو رزين وأبو مجلز وأبو رجاء ومجاهد وابن يعمر وزيد عن يعقوب ورسوله بالنصب ثم رجع إلى خطاب المشركين بقوله فان تبتم أي رجعتم عن الشرك وإن توليتم عن الإيمان .
إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين .
قوله تعالى إلا الذين عاهدتم من المشركين قال أبو صالح عن ابن عباس فلما قرأ علي براءة قالت بنو ضمرة ونحن مثلهم أيضا قال لا لأن الله تعالى قد استثناكم ثم قرأ هذه الآية وقال مجاهد هم قوم كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد ومدة فأمر أن يفي لهم قال الزجاج معنى الكلام وقعت البراءة من المعاهدين الناقضين للعهود إلا الذين عاهدتم ثم لم ينقضوكم فليسوا داخلين في البراءة مالم ينقضوا العهد قال القاضي أبو يعلى وفصل الخطاب في هذا الباب أنه قد كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين جميع المشركين عهد عام وهو أن لا يصد أحد عن البيت ولا يخاف أحد في الشهر الحرام فجعل الله عهدهم أربعة اشهر وكان بينه وبين أقوام منهم عهود إلى آجال مسماة فأمر بالوفاء لهم وإتمام مدتهم إذا لم يخش غدرهم .
فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا وأقاموا الصلواة وآتوا الزكواة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم