والثالث أن الهاء هاهنا في معنى تثنية والتقدير فأنزل الله سكينته عليهما فاكتفى باعادة الذكر على أحدهما من إعادته عليهما كقوله والله ورسوله أحق أن يرضوه ذكره ابن الانباري .
قوله تعالى وأيده أي قواه يعني النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف بجنود لم تروها وهم الملائكة ومتى كان ذلك فيه قولان .
أحدهما يوم بدر ويوم الأحزاب ويوم حنين قاله ابن عباس .
والثاني لما كان في الغار صرفت الملائكة وجوه الكفار وأبصارهم عن رؤيته قاله الزجاج .
فان قيل إذا وقع الاتفاق أن هاء الكناية في أيده ترجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكيف تفارقها هاء عليه وهما متفقتان في نظم الكلام .
فالجواب أن كل حرف يرد إلى الأليق به والسكينة إنما يحتاج إليها المنزعج ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم منزعجا فأما التأييد بالملائكة فلم يكن إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ونظير هذا قوله لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه يعني النبي صلى الله عليه وسلم وتسبحوه يعني الله D .
قوله تعالى وجعل كلمة الذين كفروا السفلى فيها قولان .
أحدهما أن كلمة الكافرين الشرك جعلها الله السفلى لأنها مقهورة وكلمة الله وهي التوحيد هي العليا لأنها ظهرت هذا قول الأكثرين .
والثاني أن كلمة الكافرين ما قدروا بينهم في الكيد به ليقتلوه وكلمة الله أنه ناصره رواه عطاء عن ابن عباس وقرأ ابن عباس والحسن وعكرمة وقتادة والضحاك ويعقوب وكلمة الله بالنصب