والثالث أن المعنى ليعذبهم بأخذ الزكاة من أموالهم والنفقة في سبيل الله قاله الحسن فعلى هذا ترجع الكناية إلى الأموال وحدها .
والرابع ليعذبهم بسبي أولادهم وغنيمة أموالهم ذكره الماوردي فعلى هذا تكون في المشركين .
قوله تعالى وتزهق أنفسهم أي تخرج يقال زهق السهم إذا جاوز الهدف .
ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون .
قوله تعالى ويحلفون بالله إنهم لمنكم أي مؤمنون و يفرقون بمعنى يخافون فأما الملجأ فقال الزجاج الملجأ واللجأ مقصور مهموز وهو المكان الذي يتحصن فيه والمغارات جمع مغارة وهو الموضع الذي يغور فيه الإنسان أي يستتر فيه وقرأ سعيد بن جبير وابن أبي عبلة أو مغارات بضم الميم لأنه يقال أغرت وغرت إذا دخلت الغور واصل مدخل مدتخل ولكن التاء تبدل بعد الدال دالا لأن التاء مهموسة والدال مجهورة والتاء والدال من مكان واحد فكان الكلام من وجه واحد أخف وقرأ أبي وأبو المتوكل وأبو الجوزاء أو متدخلا برفع الميم وبتاء ودال مفتوحتين مشددة الخاء وقرأ ابن مسعود وأبو عمران مندخلا بنون بعد الميم المضمومة وقرأ الحسن وابن يعمر ويعقوب مدخلا بفتح الميم وتخفيف الدال وسكونها قال الزجاج من قال مدخلا فهو من دخل يدخل مدخلا ومن قال مدخلا فهو من أدخلته مدخلا قال الشاعر