والثالث الفقير المهاجر والمسكين الذي لم يهاجر قاله الضحاك بن مزاحم والنخعي .
والرابع الفقير فقير المسلمين والمسكين من أهل الكتاب قاله عكرمة .
والخامس أن الفقير من له البلغة من الشيء والمسكين الذي ليس له شيء قاله أبو حنيفة ويونس بن حبيب ويعقوب بن السكيت وابن قتيبة واحتجوا بقول الراعي ... أما الفقير الذي كانت حلوبته ... وفق العيال فلم يترك له سبد ... .
فسماه فقيرا وله حلوبة تكفيه وعياله وقال يونس قلت لأعرابي أفقير أنت قال لا والله بل مسكين يريد أنه أسوأ حالا من الفقير .
والسادس أن الفقير أمس حاجة من المسكين وهذا مذهب أحمد لأن الفقير مأخوذ من انكسار الفقار والمسكنة مأخوذة من السكون والخشوع وذلك أبلغ قال ابن الانباري ويروى عن الأصمعي أنه قال المسكين أحسن حالا من الفقير وقال أحمد بن عبيد المسكين أحسن حالا من الفقير لأن الفقير أصله في اللغة المفقور الذي نزعت فقره من فقر ظهره فكأنه انقطع ظهره من شدة الفقر فصره عن مفقور إلى فقير كما قيل مجروح وجريح ومطبوخ وطبيخ قال الشاعر