قوله تعالى قل استهزؤوا هذا وعيد خرج مخرج الأمر تهديدا .
وفي قوله إن الله مخرج ما تحذرون وجهان .
أحدهما مظهر ما تسرون والثاني ناصر من تخذلون ذكرهما الماوردي .
ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين .
قوله تعالى لئن سألتهم في سبب نزولها ستة أقوال .
أحدها أن جد بن قيس ووديعة بن خذام والجهير بن خمير كانوا يسيرون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك فجعل رجلان منهم يستهزآن برسول الله صلى الله عليه وسلم والثالث يضحك مما يقولان ولا يتكلم بشيء فنزل جبريل فأخبره بما يستهزؤون به ويضحكون فقال لعمار بن ياسر اذهب فسلهم عما كانوا يضحكون منه وقل لهم أحرقكم الله فلما سألهم وقال أحرقكم الله علموا أنه قد نزل فيهم قرآن فأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الجهير والله ما تكلمت بشيء وإنما ضحكت تعجبا من قولهم فنزل قوله لا تعتذروا يعني جد بن قيس ووديعة إن يعف عن طائفة منكم يعني الجهير نعذب طائفة يعني الجد ووديعة هذا قول أبي صالج عن ابن عباس .
والثاني أن رجلا من المنافقين قال ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء ولا أرغب بطونا ولا أكذب ولا أجبن عند اللقاء يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال له عوف بن مالك كذبت لكنك منافق لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم