ولنكونن من الصالحين أي لنعملن ما يعمل أهل الصلاح في أموالهم من صلة الرحم والإنفاق في الخير وقد روى كهمس عن معبد بن ثابت أنه قال إنما هو شيء نووه في أنفسهم ولم يتكلموا به ألم تسمع إلى قوله ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم .
فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون .
قوله تعالى فلما آتاهم من فضله أي ما طلبوا من المال بخلوا به ولم يفوا بما عاهدوا وتولوا وهم معرضون عن عهدهم .
فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب .
قوله تعالى فأعقبهم أي صير عاقبة أمرهم النفاق .
وفي الضمير في أعقبهم قولان .
أحدهما أنها ترجع إلى الله فالمعنى جازاهم الله بالنفاق وهذا قول ابن عباس ومجاهد .
والثاني أنها ترجع إلى البخل فالمعنى أعقبهم بخلهم بما نذروا نفاقا قاله الحسن .
قوله تعالى الم يعلموا يعني المنافقين أن الله يعلم سرهم وهو ما في نفوسهم ونجواهم حديثهم بينهم .
الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم