ابن عدي بن العجلان بمائة وسق من تمر و يلمزون بمعنى يعيبون و المطوعين أي المتطوعين قال الفراء أدغمت التاء في الطاء فصارت طاء مشددة والجهد لغة أهل الحجاز ولغة غيرهم الجهد قال أبو عبيدة الجهد بالفتح والضم سواء ومجازه طاقتهم وقال ابن قتيبة الجهد الطاقة والجهد المشقة قال المفسرون عني بالمطوعين عبد الرحمن وعاصم وبالذين لا يجدون إلا جهدهم أبو عقيل وقوله سخر الله منهم أي جازاهم على فعلهم وقد سبق هذا المعنى .
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين .
قوله تعالى استغفر لهم أو لا تستغفر لهم سبب نزولها أنه لما نزل وعيد اللامزين قالوا يا رسول الله استغفر لنا فنزلت هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سوف أستغفر لهم أكثر من سبعين لعل الله يغفر لهم فنزل قوله سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم قاله أبو صالح عن ابن عباس وظاهر قوله استغفر لهم الأمر وليس كذلك إنما المعنى إن استغفرت وإن لم تستغفر لا يغفر لهم فهو كقوله أنفقوا طوعا أو كرها وقد سبق شرح هذا المعنى هناك هذا قول المحققين وذهب قوم إلى أن ظاهر اللفظ يعطي أنه إن زاد على السبعين رجي لهم الغفران ثم نسخت بقوله سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم .
فان قيل كيف جاز أن يستغفر لهم وقد أخبر بأنهم كفروا .
فالجواب أنه إنما استغفر لقوم منهم على ظاهر إسلامهم من غير أن يتحقق خروجهم عن الإسلام ولا يجوز أن يقال علم كفرهم ثم استغفر