والثالث المجانين سموا ضعافا لضعف عقولهم ذكر القولين الماوردي والصحيح انهم الذين يضعفون لزمانة أو عمى أو سن أو ضعف في الجسم والمرضى الذين بهم أعلال مانعة من الخروج للقتال و الذين لا يجدون هم المقلون والحرج الضيق في القعود عن الغزو بشرط النصح لله ولرسوله وفيه وجهان .
أحدهما أن المعنى إذا برئوا من النفاق .
والثاني إذا قاموا بحفظ الذراري والمنازل .
فان قيل بالوجه الأول فهو يعم جميع المذكورين وإن قيل بالثاني فهو يخص المقلين وإنما شرط النصح لأن من تخلف بقصد السعي بالفساد فهو مذموم ومن النصح لله حث المسلمين على الجهاد والسعي في إصلاح ذات بينهم وسائر ما يعود باستقامة الدين .
قوله تعالى ما على المحسنين من سبيل أي من طريق بالعقوبة لأن المحسن قد سد باحسانه باب العقاب .
قوله تعالى ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم نزلت في البكائين واختلف في عددهم وأسمائهم فروى أبو صالح عن ابن عباس قال هم ستة عبد الله بن مغفل وصخر بن سلمان وعبد الله بن كعب الأنصاري وعلية بن زيد الانصاري وسالم بن عمير وثعلبة بن عنمة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحملهم فقال لا أجد ما أحملكم عليه فانصرفوا باكين وقد ذكر محمد بن سعد كاتب الواقدي مكان صخر بن سلمان سلمة بن صخر ومكان ثعلبة بن عنمة