لوقوع أحد الشيئين والله تعالى عالم بما يصير إليه أمرهم لكنه خاطب العباد بما يعلمون فالمعنى ليكن أمرهم عندكم على الخوف والرجاء .
قوله تعالى والله عليم حكيم أي عليم بما يؤول إليه حالهم حكيم بما يفعله بهم .
والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون .
قوله تعالى والذين اتخذوا مسجدا قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي والذين بواو وكذلك هي في مصاحفهم وقرأ نافع وابن عامر الذين بغير واو وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة والشام قال أبو علي من قرأ بالواو فهو معطوف على ما قبله نحو قوله ومنهم من عاهد الله ومنهم من يلمزك ومنهم الذين يؤذون النبي والمعنى ومنهم الذين اتخذوا مسجدا ومن حذف الواو فعلى وجهين .
أحدهما أن يضمر ومنهم الذين اتخذوا كقوله أكفرتم المعنى فيقال لهم أكفرتم .
والثاني أن يضمر الخبر بعد كما أضمر في قوله إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام المعنى ينتقم منهم ويعذبون قال أهل التفسير لما اتخذ بنو عمرو بن عوف مسجد قباء وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فصلى فيه حسدهم إخوتهم بنو غنم بن عوف وكانوا من منافقي الأنصار فقالوا نبني مسجدا ونرسل إلى رسول الله فيصلي