أحدها الصائمون قاله ابن مسعود وابن عباس والحسن وسعيد بن جبير وقتادة في آخرين قال الفراء ويرى أهل النظر أن الصائم إنما سمي سائحا تشبيها بالسائح لأن السائح لا زاد معه والعرب تقول للفرس إذا كان قائما لا علف بين يديه صائم وذلك أن له قوتين غدوة وعشية فشبه به صيام الآدمي لتسحره وإفطاره والثاني أنهم الغزاة قاله عطاء والثالث طلاب العلم قاله عكرمة والرابع المهاجرون قاله ابن زيد .
قوله تعالى الراكعون الساجدون يعني في الصلاة الآمرون بالمعروف وهو طاعة الله والناهون عن المنكر وهو معصية الله .
فان قيل ما وجه دخول الواو في قوله والناهون فعنه جوابان .
أحدهما أن الواو إنما دخلت هاهنا لأنها الصفة الثامنة والعرب تعطف بالواو على السبعة كقوله وثامنهم كلبهم وقوله في صفة الجنة وفتحت أبوابها ذكره جماعة من المفسرين .
والثاني أن الواو إنما دخلت على الناهين لأن الآمر بالمعروف ناه عن المنكر في حال أمره فكان دخول الواو دلالة على أن الأمر بالمعروف لا ينفرد دون النهي عن المنكر كما ينفرد الحامدون بالحمد دون السائحين والسائحون بالسياحة دون الحامدين في بعض الأحوال والأوقات .
قوله تعالى والحافظون لحدود الله قال الحسن القائمون بأمر الله .
ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وما كان استغفار ابراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم