إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبير ولا يقطعون واديا إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون .
قوله تعالى ما كان لأهل المدينة ومن حولها من الاعراب قال ابن عباس يعني مزينة وجهينة وأشجع وأسلم وغفار أن يتخلفوا عن رسول الله في غزوة غزاها ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه لا يرضوا لأنفسهم بالخفض والدعة ورسول الله في الحر والمشقة يقال رغبت بنفسي عن الشيء إذا ترفعت عنه .
قوله تعالى ذلك أي ذلك النهي عن التخلف بأنهم لا يصيبهم ظمأ وهو العطش ولا نصب وهو التعب ولا مخمصة وهو المجاعة ولا ينالون من عدو نيلا أسرا أو قتلا أو هزيمة فأعلمهم الله أن يجازيهم على جميع ذلك .
قوله تعالى ولا ينفقون نفقة صغيرة قال ابن عباس تمرة فما فوقها ولا يقطعون واديا مقبلين أو مدبرين إلا كتب لهم أي أثبت لهم أجر ذلك ليجزيهم الله أحسن أي بأحسن ما كانوا يعملون .
فصل .
قال شيخنا علي بن عبيد الله اختلف المفسرون في هذه الآية فقالت طائفة كان في أول الأمر لا يجوز التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان الجهاد يلزم الكل ثم نسخ ذلك بقوله وما كان المؤمنون لينفروا كافة