قوله تعالى ويعبدون من دون الله مالا يضرهم أي لا يضرهم إن لم يعبدوه ولا ينفعهم إن عبدوه قاله مقاتل والزجاج .
قوله تعالى ويقولون يعني المشركين هؤلاء يعنون الأصنام قال أبو عبيدة خرجت كنايتها على لفظ كناية الآدميين وقد ذكرنا هذا المعنى في الأعراف 191 عند قوله وهم يخلقون وفي قوله شفعاؤنا عند الله قولان أحدهما شفعاؤنا في الآخرة قاله أبو صالح عن ابن عباس ومقاتل والثاني شفعاؤنا في إصلاح معايشنا في الدنيا لأنهم لا يقرون بالبعث قاله الحسن .
قوله تعالى قل أتنبئون الله بمالا يعلم قال الضحاك أتخبرون الله أن له شريكا ولا يعلم الله لنفسه شريكا في السموات ولا في الأرض وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون .
قوله تعالى وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا قد شرحنا هذا في سورة البقرة 213 وأحسن الأقوال أنهم كانوا على دين واحد موحدين فاختلفوا وعبدوا الأصنام فكان أول من بعث إليهم نوح عليه السلام .
قوله تعالى ولولا كلمة سبقت من ربك فيه ثلاثة أقوال .
أحدها ولولا كلمة سبقت بتأخير هذه الأمة أنه لا يهلكهم بالعذاب كما أهلك الذين من قبلهم لقضي بينهم بنزول العذاب فكان ذلك فصلا بينهم فيما فيه يختلفون من الدين .
والثاني أن الكلمة أن لكل أمة أجلا وللدنيا مدة لا يتقدم ذلك على وقته