إن يتبعون إلا الظن في ذلك وإن هم إلا يخرصون قال ابن عباس يكذبون وقال ابن قتيبة يحدسون ويحزرون هو الذي جعل لكم اليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون .
قوله تعالى هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه المعنى إن ربكم الذي يجب أن تعتقدوا ربوبيته هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه فيزول تعب النهار وكلاله بالسكون في الليل وجعل النهار مبصرا أي مضيئا تبصرون فيه وإنما أضاف الابصار إليه لأنه قد فهم السامع المقصود إذ النهار لا يبصر وإنما هو ظرف يفعل فيه غيره كقوله عيشة راضية الحاقة 21 إنما هي مرضية وهذا كما يقال ليل نائم قال جرير ... لقد لمتنا يا أم غيلان في السرى ... ونمت وما ليل المطي بنائم ... .
قوله تعالى إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون سماع اعتبار فيعلمون أنه لا يقدر على ذلك إلا الإله القادر قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السموات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله مالا تعلمون قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون