موسى يدعو وهارون يؤمن فقال الله تعالى قد أجيبت دعوتكما وكان بين الدعاء والإجابة أربعون سنة .
فإن قيل كيف قال دعوتكما وهما دعوتان فعنه ثلاثة أجوبة .
أحدها أن الدعوة تقع على دعوتين وعلى دعوات وكلام يطول كما بينا في الأعراف 158 أن الكلمة تقع على كلمات قال الشاعر ... وكان دعا دعوة قومه ... هلم إلى أمركم قد صرم ... .
فأوقع دعوة على ألفاظ بينها آخر بيته .
والثاني أن يكون المعنى قد أجيبت دعواتكما فاكتفى بالواحد من ذكر الجميع ذكر الجوابين ابن الأنباري وقد روى حماد بن سلمة عن عاصم أنه قرأ دعواتكما بالألف وفتح العين .
والثالث أن موسى هو الذي دعا فالدعوة له غير أنه لما أمن هارون أشرك بينهما في الدعوة لأن التأمين على الدعوة منها .
وفي قوله فاستقيما اربعة أقوال .
أحدها فاستقيما على الرسالة وما أمرتكما به قاله أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني فاستقيما على دعاء فرعون وقومه إلى طاعةالله قاله ابن جرير .
والثالث فاستقيما في دعائكما على فرعون وقومه .
والرابع فاستقيما على ديني ذكرهما أبو سليمان الدمشقي .
قوله تعالى ولا تتبعان قرأ الأكثرون بتشديد تاء تتبعان وقرأ