فلما أيقنوا بالهلاك لبسوا المسوح وحثوا على رؤوسهم الرماد وفرقوا بين كل والدة وولدها من الناس والأنعام وعجوا إلى الله بالتوبة الصادقة وقالوا آمنا بما جاء به يونس فاستجاب الله منهم قال ابن مسعود بلغ من توبتهم أن ترادوا المظالم بينهم حتى أن كان الرجل ليأتي إلى الحجر قد وضع عليه أساس بنيانه فيقلعه فيرده وقال أبو الجلد لما غشيهم العذاب مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم فقالوا ما ترى قال قولوا يا حي حين لا حي يا حي محيي الموتى يا حي لا إله إلا أنت ققالواها فكشف العذاب عنهم قال مقاتل عجوا إلى الله أربعين ليلة فكشف العذاب عنهم وكانت التوبة عليهم في يوم عاشوراء يوم الجمعة قال وكان يونس قد خرج من بين أظهرهم فقيل له ارجع إليهم فقال كيف أرجع إليهم فيجدوني كاذبا وكان من يكذب بينهم ولا بينة له يقتل فانصرف مغاضبا فالتقمه الحوت وقال أبو صالح عن ابن عباس أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له شعيا فقيل له ائت فلانا الملك فقل له يبعث إلى بني إسرائيل نبيا قويا أمينا وكان في مملكته خمسة من الأنبياء فقال الملك ليونس اذهب إليهم فقال ابعث غيري فعزم عليه أن يذهب فأتى بحر الروم فركب سفينة فالتقمه الحوت فلما خرج من بطنها أمر ينطلق إلى قومه فانطلق نذيرا لهم فأبوا عليه فوعدهم بالعذاب وخرج فلما تابوا رفع عنهم والقول الأول أثبت عند العلماء وأنه إنما التقمه الحوت بعد إنذاره لهم وتوبتهم وسيأتي شرح قصته في التقام الحوت إياه في مكانه إنشاء الله تعالى الصفات 143 .
فإن قيل كيف كشف العذاب عن قوم يونس بعد إتيانه إليهم ولم يكشف عن فرعون حين آمن