فعنه ثلاثة أجوبة أحدها أن ذلك كان خاصا لهم كما ذكرنا في أول الآية والثاني أن فرعون باشره العذاب وهؤلاء دنا منهم ولم يباشرهم فكانوا كالمريض يخاف الموتويرجو العافية فأما الذي يعاين فلا توبة له ذكره الزجاج .
والثالث أن الله تعالى علم منهم صدق النيات بخلاف من تقدمهم من الهالكين ذكره ابن الأنباري .
ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين .
قوله تعالى ولو شاء ربك لآمن من في الأرض قال ابن عباس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على إيمان جميع الناس فأخبره الله تعالى أنه لا يؤمن إلى من سبقت له السعادة قال الأخفش جاء بقوله جميعا مع كل تأكيدا كقوله وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين النحل 51 .
قوله تعالى أفأنت تكره الناس قال المفسرون منهم مقاتل هذا منسوخ بآية السيف والصحيح أنه ليس هاهنا نسخ لأن الإكراه على الإيمان لا يصح لأنه عمل القلب .
وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون .
قوله تعالى وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله فيه ستة أقوال .
أحدها بقضاء الله وقدره والثاني بأمر الله رويا عن ابن عباس والثالث بمشيئة الله قاله عطاء الرابع إلا أن يأذن الله في ذلك قاله مقاتل والخامس بعلم الله والسادس بتوفيق الله ذكرهما الزجاج وابن الأنباري