بعد ضراء مسته بعد مرض وفقر ليقولن ذهب السيئات عني يريد الضر والفقر إنه لفرح أي بطر فخور قال ابن عباس يفاخر أوليائي بما أوسعت عليه .
فإن قيل ما وجه عيب الإنسان في قوله ذهب السيئات عني وما وجه ذمه على الفرح وقد وصف الله الشهداء فقال فرحين .
فقد أجاب عنه ابن الأنباري فقال إنما عابه بقوله ذهب السيئات عني لأنه لم يعترف بنعمة الله ولم يحمده على ما صرف عنه وإنما ذمه بهذا الفرح لأنه يرجع إلى معنى المرح والتكبر عن طاعة الله قال الشاعر ... ولا ينسيني الحدثان عرضي ... ولا ألقي من الفرح الإزارا ... .
يعني من المرح وفرح الشهداء فرح لا كبر فيه ولا خيلاء بل هو مقرون بالشكر فهو مستحسن إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير .
قوله تعالى إلا الذين صبروا قال الفراء هذا الاستثناء من الإنسان لأنه في معنى الناس كقوله إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا العصر 24 وقال الزجاج هذا استثناء ليس من الأول والمعنى لكن الذين صبروا قال ابن عباس الوصف الأول للكافر والذين صبروا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم