فقال بعضهم لبعض اكتموه عن أصحابكم لئلا يسألونكم الشركة فيه فإن قالوا ما هذا فقولوا استبضعناه أهل الماء لنبيعه لهم بمصر فجاء إخوة يوسف فطلبوه فلم يجدوه في البئر فنظروا فإذا هم بالقوم ومعهم يوسف فقالوا لهم هذا غلام أبق منا فقال مالك بن ذعر فأنا أشتريه منكم فباعوه بعشرين درهما وحلة ونعلين واسره مالك بن ذعر من أصحابه وقال استبضعناه أهل الماء لنبيعه لهم بمصر .
قوله تعالى واسروه بضاعة قال الزجاج بضاعة منصوب على الحال كأنه قال وأسروه جاعليه بضاعة وقال ابن قتيبة أسروا في أنفسهم أنه بضاعة وتجارة في الفاعلين لذاك قولان .
أحدهما أنهم واردوا الجب أسروا ابتياعه عن باقي أصحابهم وتواصوا أنه بضاعة استبضعهم إياها أهل الماء وقد ذكرنا هذا المعنى عن ابن عباس وبه قال مجاهد .
والثاني أنهم إخوته أسروا أمره وباعوه وقالوا هو بضاعة لنا وهذا المعنى مروي عن ابن عباس أيضا .
قوله تعالى والله عليم بما يعملون يعم الباعة والمشترين وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين