والثالث أنه شق القميص رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد وفيه ضعف لقوله من أهلها .
فإن قيل كيف وقعت شهادة الشاهد هاهنا معلقة بشرط والشارط غير عالم بما يشرطه .
فعنه جوابان ذكرهما ابن الأنباري .
أحدهما أن الشاهد شاهد بأمر قد علمه فكأنه سمع بعض كلام يوسف وأزليخا فعلم غير أنه أوقع في شهادته شرطا ليلزم المخاطبين قبول شهادته من جهة العقل والتمييز فكأنه قال هو الصادق عندي فإن تدبر تم ما اشترطه لكم عقلتم قولي ومثل هذا قول الحكماء إن كان القدر حقا فالحرص باطل وإن كان الموت يقينا فالطمأنينة إلى الدنيا حمق .
والجواب الثاني أن الشاهد لم يقطع بالقول ولم يعلم حقيقة ما جرى وإنما قال ما قال على جهة إظهار ما يسنح له من الرأي فكان معنى قوله وشهد شاهد أعلم وبين فقال الذي عندي من الرأي أن نقيس القميص ليوقف على الخائن فهذان الجوابان يدلان على أن المتكلم رجل فإن قلنا إنه صبي في المهد كان دخول الشرط مصححا لبراءة يوسف لأن كلام مثله أعجوبة ومعجزة لا يبقى معها شك فلما رآ قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم .
قوله تعالى فلما رأى قميصه في هذا الرائي والقائل إنه من كيدكن قولان .
أحدهما أنه الزوج والثاني الشاهد .
وفي هاء الكناية في قوله إنه من كيدكن ثلاثة أقوال