أحدها أنه كان بوحي من الله D والثاني أنه بنى على علم ما علمه الله من التأويل الحق فلم يشك والثالث أنه أضمر إن شاء الله كما أضمر إخوته في قولهم ونمير أهلنا ونحفظ أخانا يوسف 65 فاضمروا الاستثناء في نياتهم لأنهم على غير ثقة مما وعدوا ذكره ابن الأنباري والرابع أنه كالآمر لهم فكأنه قال ازرعوا .
قوله تعالى فذروه في سنبله فإنه أبقى له وأبعد من الفساد والشداد المجدبات التي تشتد على الناس يأكلن أي يذهبن ما قدمتم لهن في السنين المخصبات فوصف السنين بالأكل وإنما يؤكل فيها كما يقال ليل نائم .
قوله تعالى إلا قليلا مما تحصنون أي تحرزون وتدخرون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون .
قوله تعالى ثم يأتي من بعد ذلك عام إن قيل لم أشار إلى السنين وهي مؤنثة ب ذلك .
فعنه جوابان ذكرهما ابن القاسم .
أحدهما أن السبع مؤنثه ولا علامة للتأنيث في لفظها فأشبهت المذكر كقوله السماء منفطر به المزمل 18 فذكر منفطرا لما لم يكن في السماء علم التأنيث قال الشاعر ... فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها ... .
فذكر أبقل لما وصفنا