قال أرى أن تزرع زرعا كثيرا في هذه السنين المخصبة وتجمع الطعام فيأتيك الناس فيمتارون وتجمع عندك من الكنوز مالم يجتمع لأحد فقال الملك ومن لي بهذا فقال يوسف اجعلني على خزائن الأرض قال ابن عباس ويريد بقوله مكين أمين أي قد مكنتك في ملكي وائتمنتك فيه وقال مقاتل المكين الوجيه والأمين الحافظ .
قوله تعالى اجعلني على خزائن الأرض أي خزائن أرضك .
وفي المراد بالخزائن قولان .
أحدهما خزائن الأموال قاله الضحاك والزجاج .
والثاني خزائن الطعام فحسب قاله ابن السائب قال الزجاج وإنما سأل ذلك لأن الأنبياء بعثوا بالعدل فعلم أنه لا أحد أقوم بذلك منه .
وفي قوله إني حفيظ عليم ثلاثة أقوال .
أحدها حفيظ لما وليتني عليم بالمجاعة متى تكون قاله أبو صالح عن ابن عباس .
والثاني حفيظ لما استودعتني عليم بهذه السنين قاله الحسن .
والثالث حفيظ للحساب عليم بالألسن قاله السدي وذلك أن الناس كانوا يردون على الملك من كل ناحية فيتكلمون بلغات مختلفة .
واختلفوا هل ولاه الملك يومئذ أم لا على ثلاثة أقوال .
أحدها أنه ولاه بعد سنة روى الضحاك عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال رحم الله أخي يوسف لو لم يقل أجعلني على خزائن الأرض لاستعمله من ساعته ولكنه أخر ذلك سنة وذكر مقاتل أن النبي صلى الله عليه وسلم