ولكنا قوم لنا أب شيخ كبير وكنا اثنى عشر فهلك منا واحد في الغنم وقد خلفنا عند أبينا أخا له من أمه فقال إن كنتم صادقين فخلفوا عندي بعضكم رهنا وائتوني بأخيكم فحبس عنده شمعون .
واختلفوا بماذا عرفهم يوسف على قولين أحدهما أنه عرفهم برؤيتهم قاله ابن عباس والثاني أنه ما عرفهم حتى تعرفوا إليه قاله الحسن .
قوله تعالى وهم له منكرون قال مقاتل لا يعرفونه .
وفي علة كونهم لم يعرفوه قولان .
أحدهما أنهم جاؤوه مقدرين أنه ملك كافر فلم يتأملوا منه ما يزول به عنهم الشك .
والثاني أنهم عاينوا من زيه وحليته ما كان سببا لإنكارهم وقد روى أبو صالح عن ابن عباس أنه كان لا بسا ثياب حرير وفي عنقه طوق من ذهب .
فإن قيل كيف يخفى من قد أعطي نصف الحسن وكيف يشتبه بغيره .
فالجواب أنهم فارقوه طفلا ورأوه كبيرا والأحوال تتغير وما توهموا أنه ينال هذه المرتبة وقال ابن قتيبة معنى كونه أعطي نصف الحسن أن الله جعل للحسن غاية وحدا وجعله لمن شاء من خلقه إما للملائكة أو للحور فجعل ليوسف نصف ذلك الحسن فكأنه كان حسنا مقاربا لتلك الوجوه الحسنة وليس كما يزعم الناس من أنه أعطي هذا الحسن وأعطي الناس كلهم نصف الحسن ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون .
قوله تعالى ولما جهزهم بجهازهم يقال جهزت القوم تجهيزا إذا هيأت