والثاني أنه طلبه لا ليحبسه فلما عرفه قال لا أفارقك يا يوسف قال لا يمكنني حبسك إلا أن أنسبك إلى أمر فظيع قال أفعل ما بدا لك قاله كعب .
والثالث أن يكون قصد تنبيه يعقوب بذلك على حال يوسف .
والرابع ليتضاعف سرور يعقوب برجوع ولديه .
والخامس ليعجل سرور أخيه باجتماعه به قبل إخوته وكل هذه الأجوبة مدخوله إلا الأول فإنه الصحيح ويدل عليه ما روينا عن وهب بن منبه قال لما جمع الله بين يوسف ويعقوب قال له يعقوب بيني وبينك هذه المسافة القريبة ولم تكتب إلى تعرفني فقال إن جبريل أمرني أن لا أعرفك فقال له سل جبريل فسأله فقال إن الله أمرني بذلك فقال سل ربك فسأله فقال قل ليعقوب خفت عليه الذئب ولم تؤمني وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون .
قوله تعالى وقال لفتيته قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وأبو بكر عن عاصم لفتيته وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم لفتيانه قال أبو علي الفتية جمع فتى في العدد القليل والفتيان في الكثير والمعنى قال لغلمانه اجعلوا بضاعته وهي التي اشتروا بها الطعام في رحالهم والرحل كل شيء يعد للرحيل لعلهم يعرفونها أي ليعرفوها إذا انقلبوا أي رجعوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون أي لكي يرجعوا .
وفي مقصوده بذلك خمسة أقوال .
أحدها أنه تخوف أن لا يكون عند أبيه من الورق ما يرجعون به مرة أخرى فجعل دراهمهم في رحالهم قاله أبو صالح عن ابن عباس