قوله تعالى ذوي القربى يريد قرابة المعطي وقد شرحنا معنى اليتامى والمساكين عند رأس ثلاث وثمانين آية من هذه السورة فأما ابن السبيل ففيه ثلاثة أقوال أحدها أنه الضيف قاله سعيد بن جبير والضحاك و مقاتل و الفراء وابن قتيبة و الزجاج والثاني أنه الذي يمر بك مسافرا قاله الربيع بن أنس وعن مجاهد وقتادة كالقولين وقد روي عن الإمام أحمد أنه قال هو المنقطع به يريد بلدا آخر وهذا اختيار ابن جرير الطبري وأبي سليمان الدمشقي والقاضي أبو يعلى ويحققه أن السبيل الطريق وابنه صاحبه الضارب فيه فله حق على من يمر به إذا كان محتاجا ولعل اصحاب القول الأول أشاروا إلى هذا لأنه إن كان مسافرا فانه ضيف لم ينزل والقول الثالث أنه الذي يريد سفرا ولا يجد نفقة ذكره الماوردي وغيره عن الشافعي .
قوله تعالى وفي الرقاب أي في فك الرقاب ثم فيه قولان أحدهما انهم المكاتبون يعانون في كتابتهم بما يعتقون به رواه أبو صالح عن ابن عباس وهو مروي عن علي بن أبي طالب والحسن وابن زيد والشافعي والثاني انهم عبيد يشترون بهذا السهم ويعتقون رواه مجاهد عن ابن عباس وبه قال مالك بن أنس و أبو عبيد وأبو ثور وعن أحمد كالقولين .
فأما البأساء فهي الفقر والضراء المرض وحين البأس القتال قاله الضحاك أولئك الذين صدقوا قال أبوالعالية تكلموا بالإيمان وحققوه بالعمل .
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم .
قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص