فالجواب من ثلاثة أوجه .
أحدها أنهم قالوا ذلك لأنهم رددوا الدراهم ولا يستحلوها فالمعنى لقد علمتم أنا رددنا عليكم دراهمكم وهي أكثر من ثمن الصاع فكيف نستحل صاعكم رواه الضحاك عن ابن عباس وبه قال مقاتل .
والثاني لأنهم لما دخلوا مصر كعموا أفواه إبلهم وحميرهم حتى لا تتناول شيئا وكان غيرهم لا يفعل ذلك رواه أبو صالح عن ابن عباس .
والثالث أن أهل مصر كانوا قد عرفوهم أنهم لا يظلمون أحدا .
قوله تعالى فما جزاؤه المعنى قال المنادي وأصحابه فما جزاؤه قال الأخفش إن شئت رددت الكناية إلى السارق وإن شئت رددتها إلى السرق .
قوله تعالى إن كنتم كاذبين أي في قولكم وما كنا سارقين قالوا يعني إخوة يوسف جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه أي يستعبد بذلك قال ابن عباس وهذه كانت سنة آل يعقوب فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من عاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم .
قوله تعالى فبدأ بأوعيتهم قال المفسرون انصرف بهم المؤذن إلى يوسف وقال لا بد من تفتيش أمتعتكم فبدأ يوسف بأوعيتهم قبل وعاء أخيه لإزالة التهمة فلما وصل إلى وعاء أخيه قال ما أظن هذا أخذ شيئا فقالوا والله لا نبرح حتى تنظر في رحله فهو أطيب لنفسك فلما فتحوا متاعه وجدوا الصواع فذلك قوله ثم استخرجها