أنزلنا من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأويهم جهنم وبئس المهاد .
قوله تعالى أنزل من السماء ماء يعني المطر فسالت أودية وهي جمع واد وهو كل منفرج بين جبلين يجتمع إليه ماء المطر فيسيل بقدرها أي بمبلغ ما تحمل فإن صغر الوادي قل الماء وإن هو اتسع كثر وقرأ الحسن وابن جبير وابو العالية وايوب وابن يعمر وأبو حاتم عن يعقوب بقدرها باسكان الدال وقوله فسالت أودية توسع في الكلام والمعنى سالت مياهها فحذف المضاف وكذلك قوله بقدرها أي بقدر مياهها فاحتمل السيل زبدا رابيا أي عاليا فوق الماء فهذا مثل ضربه الله D ثم ضرب مثلا آخر فقال ومما توقدون عليه في النار قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم توقدون عليه بالتاس وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بالياء قال أبو علي من قرأ بالتاء فلما قبله من الخطاب وهو قوله أفاتخذتم ويجوز أن يكون خطابا عاما للكافة ومن قرأ بالياء فلأن ذكر الغيبة قد تقدم في قوله أم جعلوا لله شركاء