الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب .
قوله تعالى الذين يوفون بعهد الله في هذا العهد قولان .
أحدهما أنه ما عاهدهم عليه حين استخرجهم من ظهر آدم .
والثاني ما أمرهم به وفرضه عليهم وفي الذي أمر الله به D أن يوصل ثلاثة أقوال قد نسبناها إلى قائلها في أول سورة البقرة 27 وقد ذكرنا سوء الحساب آنفا والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤن بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملئكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .
قوله تعالى والذين صبروا أي على ما أمروا به ابتغاء وجه ربهم أي طلبا لرضاه وأقاموا الصلاة أتموها وأنفقوا مما رزقناهم من الأموال في طاعة الله قال ابن عباس يريد بالصلاة الصلوات الخمس وبالإنفاق الزكاة .
قوله تعالى ويدرؤون أي يدفعون بالحسنة السيئة وفي المراد بهما خمسة أقوال .
أحدها يدفعون بالعمل الصالح الشر من العمل قاله ابن عباس وفي الثاني يدفعون بالمعروف المنكر قاله سعيد بن جبير والثالث بالعفو الظلم قاله