قوله تعالى لا يعلمهم إلا الله قال ابن الأنباري أي لا يحصي عددهم إلا هو على أن الله تعالى أهلك أمما من العرب وغيرها فانقطعت أخبارهم وعفت آثارهم فليس يعلمهم أحد إلا الله .
قوله تعالى فردوا أيديهم في أفواههم فيه سبعة أقوال .
أحدها أنهم عضوا أصابعهم غيظا قاله ابن مسعود وابن زيد وقال ابن تيبة في هاهنا بمعنى إلى ومعنى الكلام عضوا عليها حنقا وغيظا كما قال الشاعر ... يردون في فيه عشر الحسود ... .
يعني أنهم يغيظون الحسود حتى يعض على أصابعه العشر ونحوه قول الهذلي ... قد افنى أنامله أزمه ... فأضحى يعض علي الوظيفا ... .
يقول قد أكل أصابعه حتى أفناها بالعض فأضحى يعض علي وظيف بالذارع .
والثاني أنهم كانوا إذا جاءهم الرسول فقال إني رسول قالوا له اسكت واشاروا بأصابعهم إلى أفواه أنفسهم ردا عليه وتكذيبا رواه أبو صالح عن ابن عباس