والثاني ناكسي رؤوسهم حكاه الماوردي عن المؤرج .
قوله تعالى لا يرتد إليهم طرفهم أي لا ترجع إليهم أبصارهم من شدة النظر فهي شاخصة قال ابن قتيبة والمعنى أن نظرهم إلى شيء واحد قال الحسن وجوه الناس يوم القيامة إلى السماء لا ينظر أحد إلى أحد .
قوله تعالى وأفئدتهم هواء الأفئدة مساكن القلوب وفي معنى الكلام أربعة أقوال .
أحدها أن القلوب خرجت من مواضعها فصارت في الحناجر رواه عطاء عن ابن عباس وقال قتادة خرجت من صدورهم فنشبت في حلوقهم فأفئدتهم هواء ليس فيها شيء .
والثاني وأفئدتهم ليس فيها شيء من الخير فهي كالخربة رواه العوفي عن ابن عباس .
والثالث وأفئدتهم منخرقة لا تعى شيئا قاله مرة بن شراحبيل وقال الزجاج متخرقة لا تعي شيئا من الخوف .
والرابع وأفئدتهم جوف لا عقول لها قاله أبو عبيدة وأنشد لحسان ... ألا أبلغ أبا سفيان عني ... فأنت مجوف نخب هواء ... .
فعلى هذا يكون المعنى أن قلوبهم خلت عن العقول لما رأوا من الهول والعرب تسمي كل أجوف خاو هواء قال ابن قتيبة ويقال أفئدتهم منخوبة من الخوف والجبن