في موضع نصب فالمعنى جعلنا لكم فيها المعايش والعبيد والإماء ويقال إنها في موضع خفض فالمعنى جعلنا لكم فيها معايش ولمن لمستم له برازقين .
وقال الزجاج المعنى جعلنا لكم الدواب والعبيد وكفيتم مؤونة أرزاقها .
فان قيل كيف قلتم إن من ها هنا للوحوش والدواب وإنما تكون لمن يعقل فالجواب أنه لما وصفت الوحوش وغيرها بالمعاش الذي الغالب عليه أن يوصف به الناس فيقال للآدمي معاش ولا يقال للفرس معاش جرت مجرى الناس كما قال يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم النمل 18 وقال رأيتهم لي ساجدين يوسف 4 وقال كل في فلك يسبحون الأنبياء وإن قلنا أريد به العبيد والوحوش فانه إذا اجتمع الناس وغيرهم غلب الناس على غيرهم لفضيلة العقل والتمييز .
وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم .
قوله تعالى وإن من شيء أي وما من شيء إلا عندنا خزائنه وهذا الكلام عام في كل شيء وذهب قوم من المفسرين إلى أن المراد به المطر خاصة فالمعنى عندهم وما من شيء من المطر إلا عندنا خزائنه أي في حكمنا وتدبيرنا ومما ننزله كل عام إلا بقدر معلوم لايزيد ولا ينقص فما من عام أكثر مطرا من عام غير أن الله تعالى يصرفه إلى من يشاء ويمنعه من يشاء .
وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون