قوله تعالى ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى وهو منتهى آجالهم وباقي الآية قد تقدم الأعراف 34 .
ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون .
قوله تعالى ويجعلون لله ما يكرهون المعنى ويحكمون له بما يكرهونه لأنفسهم وهو البنات وتصف ألسنتهم الكذب أي تقول الكذب وقرأ أبو العالية والنخعي وابن أبي عبلة الكذب بضم الكاف والذال ثم فسر ذلك الكذب بقوله أن لهم الحسنى وفيها ثلاثة أقوال .
أحدها أنها البنون قاله مجاهد وقتادة ومقاتل .
والثاني أنها الجزاء الحسن من الله تعالى قاله الزجاج .
والثالث أنها الجنة وذلك أنه لما وعد الله المؤمنين الجنة قال المشركون إن كان ما تقولونه حقا لندخلنها قبلكم ذكره أبو سليمان الدمشقي .
قوله تعالى لا جرم قد شرحناها فيما مضى هود 22 وقال الزجاج لا رد لقولهم والمعنى ليس ذلك كما وصفوا جرم أن لهم النار المعنى جرم فعلهم أي كسب فعلهم هذا أن لهم النار وأنهم مفرطون وفيه أربعة أوجه قرأ الأكثرون مفرطون بسكون الفاء وتخفيف الراء وفتحها وفي معناها قولان .
أحدهما متركون قاله ابن عباس وقال الفراء منسيون في النار .
والثاني معجلون قاله ابن عباس أيضا وقال ابن قتيبة معجلون إلى النار قال الزجاج معنى الفرط في اللغة المتقدم فمعنى مفرطون