قوله تعالى وجعل لكم من الجبال أكنانا أي ما يكنكم من الحر والبرد وهي الغيران والأسراب وواحد الأكنان كن وكل شيء وقى شيئا وسترة فهو كن وجعل لكم سرابيل وهي القمص تقيكم الحر ولم يقل البرد لأن ما وقى من الحر وقى من البرد وأنشد ... وما أدري إذا يممت أرضا ... أريد الخير أيهما يليني ... .
وقال الزجاج إنما خص الحر لأنهم كانوا في مكاناتهم أكثر معاناة له من البرد وهذا مذهب عطاء الخراساني .
قوله تعالى وسرابيل تقيكم بأسكم يريد الدروع التي يتقون بها شدة الطعن والضرب في الحرب .
قوله تعالى كذلك يتم نعمته عليكم أي مثلما أنعم الله عليكم بهذه الأشياء يتم نعمته عليكم في الدنيا لعلكم تسلمون والخطاب لأهل مكة وكان أكثرهم حينئذ كفارا ولو قيل إنه خطاب للمسلمين فالمعنى لعلكم تدومون على الإسلام وتقومون بحقه وقرأ ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة وأبو رجاء لعلكم تسلمون بفتح التاء واللام على معنى لعلكم إذا لبستم الدروع تسلمون من الجراح في الحرب .
قوله تعالى فان تولوا أعرضوا عن الإيمان فانما عليك البلاغ المبين وهذه عند المفسرين منسوخة بآية السيف .
قوله تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وفي هذه النعمة قولان .
أحدهما أنها المساكن نعم الله D عليهم في الدنيا وفي إنكارها ثلاثة