طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون .
قوله تعالى من كفر بالله من بعد إيمانه قال مقاتل نزلت في عبدالله بن سعد بن أبي سرح القرشي ومقيس بن صبابه وعبدالله بن أنس ابن خطل وطعمه بن أبيرق وقيس بن الوليد بن المغيرة وقيس بن الفاكه المخزومي .
فأما قوله تعالى إلا من أكره فاختلفوا فيمن نزل على أربعة أقوال .
أحدها أنه نزل في عمار بن ياسر أخذه المشركون فعذبوه فأعطاهم ما أرادوا بلسانه رواه مجاهد عن ابن عباس وبه قال قتادة .
والثاني أنه لما نزل قوله إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم إلى آخر الآيتين اللتين في سورة النساء 96 97 كتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى من كان بمكة فخرج ناس ممن أقر بالإسلام فاتبعهم المشركون فأدركوهم حتى أعطوا الفتنة فنزل إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان رواه عكرمة عن ابن عباس وبه قال مجاهد .
والثالث أنه نزل في عياش بن أبي ربيعة كان قد هاجر فحلفت أمه ألا تستظل ولا تشبع من طعام حتى يرجع فرجع إليها فأكرهه المشركون حتى أعطاهم بعض ما يريدون قاله ابن سيرين .
والرابع أنه نزل في جبر غلام ابن الحضرمي كان يهوديا فأسلم فضربه سيده