حفصة أنها قالت هي المدينة فذلك على سبيل التمثيل لا على وجه التفسير وبيانه ما روى سليم بن عنز قال صدرنا من الحج مع حفصة وعثمان محصور بالمدينة فرأت راكبين فسألنهما عنه فقالا قتل فقالت والذي نفسي بيده إنها للقرية تعني المدنية التي قال الله تعالى في كتابه و ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة تعني حفصة أنها كانت على قانون الاستقامة في أيام النبي ص - وأبي بكر وعمر Bهما فكفرت بأنعم الله عند قتل عثمان Bه ومعنى كانت آمنة أي ذات أمن يأمن فيها أهلها أن يغار عليهم مطمئنة أي ساكنة بأهلها لا يحتاجون إلى الانتقال عنها لخوف أو ضيق وقد شرحنا معنى الرغد في البقرة 35 58 .
وقوله من كل مكان أي يجلب إليها من كل بلد وذلك كله بدعوة إبراهيم عليه السلام فكفرت بأنعم الله بتكذيبهم رسول الله ص - وفي واحد الأنعم قولان .
أحدهما أن واحدها نعم قاله أبو عبيدة وابن قتيبة .
والثاني نعمة قاله الزجاج قال ابن قتيبة ليس قول من قال هو جمع نعمة بشيء لأن فعلة لا تجمع على أفعل وإنما هو جمع نعم يقال يوم نعم ويوم بؤس ويجمع أنعما وأبؤسا .
قوله تعالى فأذاقها الله لباس الجوع والخوف وروى عبيد بن عقيل وعبد الوارث عن أبي عمرو والخوف بنصب الفاء وأصل الذوق إنما هو بالفم وهذا استعارة منه وقد شرحنا هذا المعنى في آل عمران 106 185 وإنما ذكر اللباس هاهنا تجوزا لما يظهر عليهم من أثر الجوع والخوف فهو كقوله ولباس التقوى الأعراف 26 وذلك لما يظهر على المتقي من أثر