وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون .
قوله تعالى وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به في سبب نزولها قولان .
أحدهما أن رسول الله ص - أشرف على حمزة فرآه صريعا فلم ير شيئا كان أوجع لقلبه منه فقال والله لأمثلن بسبعين منهم فنزل جبريل والنبي ص - واقف بقوله وإن عاقبتم إلى أخرها فصبر رسول الله وكفر عن يمينه قاله أبو هريرة وقال ابن عباس رأى رسول الله ص - حمزة قد شق بطنه وجدعت أذناه فقال لولا أن تحزن النساء أو تكون سنة بعدي لتركته حتى يبعثه الله من بطون السباع والطير ولأقتلن مكانه سبعين رجلا منهم فنزل قوله أدع إلى سبيل ربك إلى قوله وما صبرك إلا بالله وروى الضحاك عن ابن عباس أن رسول الله ص - قال يومئذ لئن ظفرت بقاتل حمزة لأمثلن به مثلة تتحدث بها العرب وكانت هند وآخرون معها قد مثلوا به فنزلت هذه الآية .
والثاني أنه أصيب من الأنصار يوم أحد أربعة وستون ومن المهاجرين ستة منهم حمزة ومثلوا بقتلاهم فقالت الأنصار لئن أصبنا منهم يوما من الدهر لنزيدن على عدتهم مرتين فنزلت هذه الآية قاله أبي بن كعب