فعلى هذا يعني بالمسجد الحرام الحرم والحرم كله مسجد ذكره القاضي ابو يعلى وغيره .
فأما المسجد الاقصى فهو بيت المقدس وقيل له الاقصى لبعد المسافة بين المسجدين ومعنى باركنا حوله ان الله اجرى حوله الانهار وانبت الثمار وقيل لأنه مقر الانبياء ومهبط الملائكة .
واختلف العلماء هل دخل بيت المقدس ام لا فروى ابو هريرة انه دخل بيت المقدس وصلى فيه بالانبياء ثم عرج به الى السماء وقال حذيفة بن اليمان لم يدخل بيت المقدس ولم يصل فيه ولا نزل عن البراق حتى عرج به .
فان قيل ما معنى قوله الى المسجد الاقصى وانتم تقولون صعد الى السماء .
فالجواب ان الاسراء كان الى هنالك والمعراج كان من هنالك .
وقال ان الحكمة في ذكر ذلك انه لو اخبر بصعوده الى السماء في بدء الحديث لاشتد انكارهم فلم اخبر ببيت المقدس وبان لهم صدقه فيما اخبرهم به من العلامات الصادقة اخبر بمعراجه .
قوله تعالى لنريه من آياتنا يعني ما رأى أي تلك الليلة من العجائب التي اخبر بها الناس انه هو السميع لمقالة قريش البصير بها وقد ذكرنا في كتابنا المسمى ب الحدائق احاديث المعراج وكرهنا الاطالة هاهنا .
وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل الا تتخذوا من دوني وكيلا ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا