العرب والناس يقفون بعرفات فنزلت هذه الآية قال الزجاج سموا الحمس لأنهم تحمسوا في دينهم أي تشددوا والحماسة الشدة في كل شيء .
وفي المراد بالناس هاهنا اربعة أقوال أحدها انهم جميع العرب غير الخمس ويدل عليه حديث عائشة وهو قول عروة و مجاهد وقتادة والثاني أن المراد بالناس هاهنا إبراهيم الخليل عليه السلام قاله الضحاك بن مزاحم والثالث أن المراد بالناس آدم قاله الزهري وقد قرأ أبو المتوكل وأبو نهيك ومورق العجلي الناسي باثبات الياء والرابع انهم أهل اليمن وربيعة فانهم كانوا يفيضون من عرفات قاله مقاتل .
وفي المخاطبين بذلك قولان أحدهما أنه خطاب لقريش وهو قول الجمهور والثاني أنه خطاب لجميع المسلمين وهو يخرج على قول من قال الناس آدم أو إبراهيم والإفاضة هاهنا على ما يقتضيه ظاهر اللفظ هي الإفاضة من المزدلفة إلى منى صبيحة النحر إلا أن جمهور المفسرين على أنها الإفاضة من عرفات فظاهر الكلام لا يقتضي ذلك كيف يقال فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله ثم أفيضوا من عرفات غير اني اقول وجه الكلام على ما قال أهل التفسير أن فيه تقديما وتأخيرا تقديره ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله .
والغفور من أسماء الله D وهو من قولك غفرت الشىء إذا غطيته فكأن الغفور هو الساتر لعبده برحمته أو الساتر لذنوب عباده والغفور هو الذي يكثر المغفرة لأن بناء المفعول للمبالغة من الكثرة كقولك صبور وضروب وأكول .
فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس