جهنم ذلا من عزة والمهاد الفراش ومهدت لفلان إذا وطأت له ومنه مهد الصبي .
ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد .
قوله تعالى ومن الناس من يشري نفسه اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية على خمسة أقوال .
أحدها أنها نزلت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو معنى قول قمر وعلي Bهما والثاني أنها نزلت في الزبير والمقداد حين ذهبا لإنزال خبيب من خشبته وقد شرحنا القصة وهذا قول ابن عباس و الضحاك والثالث أنها نزلت في صهيب الرومي واختلفوا في قصته فروي أنه أقبل مهاجرا نحو النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش فنزل فانتثل كنانته وقال عد علمتم اني من ارماكم بسهم وايم الله لا تصلون الي حتى ارميكم بكل سهم معي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء فان شئتم دللتكم على مالي قالوا فدلنا على مالك نخل عنك فعاهدهم على ذلك فنزلت فيه هذه الآية فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع أبا يحيى وقرأ عليه القرآن هذا قول سعيد بن المسيب وذكر نحوه أبو صالح عن ابن عباس وقال إن الذي تلقاه فبشره بما نزل فيه أبو بكر الصديق وذكر مقاتل أنه قال للمشركين انا شيخ كبير لا يضركم إن كنت معكم أو عليكم ولي عليكم حق لجواري فخذوا مالي غير راحلة واتركوني وديني فاشترط أن لا يمنع عن صلاة ولا هجرة فأقام ما شاء الله ثم ركب راحلته فأتى المدينة مهاجرا فلقيه أبو بكر فبشره وقال نزلت فيك هذه الآية وقال عكرمة نزلت في صهيب وابي ذر الغفاري فأما صهيب فأخذه أهله فافتدى بماله واما أبو ذر فأخذه أهله فأفلت منهم حتى قدم مهاجرا والرابع أنها نزلت في المجاهدين