أحدهما أنه النهر الصغير قاله جمهور المفسرين واللغويون قال ابو صالح وابن جريج هو الجدول بالسريانية .
والثاني انه عيسى كان سريا من الرجال قاله الحسن وعكرمة وابن زيد قال ابن الانباري وقد رجع الحسن عن هذا القول الى القول الأول ولو كان وصفا لعيسى كان غلاما سريا أو سويا من الغلمان وقلما تقول العرب رأيت عندك نبيلا حتى يقولوا رجلا نبيلا .
فان قيل كيف ناسب تسليتها أن قيل لا تحزني فهذا نهر يجري .
فالجواب من وجهين احدهما انها حزت لجدب مكانها الذي ولدت فيه وعدم الطعام والشراب والماء الذي تتطهر به فقيل لا تحزني قد أجرينا لك نهرا وأطلعنا لك رطبا قاله ابو صالح عن ابن عباس .
والثاني أنها حزنت لما جرى عليها من ولادة ولد عن غير زوج فأجرى الله تعالى لها نهرا فجاءها من الاردن واخرج لها الرطب من الشجرة اليابسة فكان ذلك آية تدل على قدرة الله تعالى في إيجاد عيسى قاله مقاتل .
قوله تعالى وهزي اليك الهز التحريك .
والباء في قوله تعالى بجذع النخلة فيها قولان .
أحدهما انها زائدة مؤكدة كقوله تعالى فليمدد بسبب الى السماء الحج 15 قال الفراء معناه فليمدد سببا والعرب تقول هزه وهز به وخذ الخطام وخذ بالخطام وتعلق زيدا وتعلق به وقال ابو عبيدة هي مؤكدة كقول الشاعر ... نضرب بالسيف ونرجو بالفرج