بك يا محمد ومنذرين لمن كذبك وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس والكتاب اسم جنس كما تقول كثر الدرهم في أيدي الناس وذكر بعضهم أنه في التوراة .
وفي المراد بالحق ههنا قولان أحدهما أنه بمعنى الصدق والعدل والثاني أنه القضاء فيما اختلفوا فيه ليحكم بين الناس في الحاكم هاهنا ثلاثة أقوال أحدها أنه الله تعالى والثاني أنه النبي الذي انزل عليه الكتاب و الثالث الكتاب كقوله تعالى هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق الجاثية 29 وقرأ أبو جعفر ليحكم بضم الياء وفتح الكاف وقرا مجاهد لتحكم بالتاء على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم .
قوله تعالى فيما اختلفوا فيه يعني الدين .
قوله تعالى وما اختلف فيه في هذه الهاء ثلاثة أقوال أحدها أنها تعود إلى محمد صلى الله عليه وسلم قاله ابن مسعود والثاني إلى الدين قاله مقاتل والثالث إلى الكتاب قاله أبو سليمان الدمشقي فأما هاء أوتوه فعائدة على الكتاب من غير خلاف وقال الزجاج ونصب بغيا على معنى المفعول له فالمعنى لم يوقعوا الاختلاف الا للبغي لأنهم عالمون بحقيقة الأمر في كتبهم وقال الفراء في اختلافهم وجهان أحدهما كفر بعضهم بكتاب بعض والثاني تبديل ما بدلوا .
قوله تعالى فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه أي لمعرفة ما اختفلوا فيه أو تصحيح ما اختلفوا فيه .
وفي الذي اختلفوا فيه ستة أقوال أحدها أنه الجمعة جعلها اليهود السبت والنصارى الأحد فروى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة عن