قوله تعالى قال فمن ربكما في الكلام محذوف معناه معلوم وتقديره فأتياه فأديا الرسالة قال الزجاج و إنما لم يقل فأتياه لأن في الكلام دليلا على ذلك لأن قوله فمن ربكما يدل على أنهما أتياه وقالا له .
قوله تعالى أعطي كل شيء خلقه فيه ثلاثة أقوال .
أحدها أعطى كل شيء صورته فخلق كل جنس من الحيوان على غير صورة جنسه فصوره أبن آدم لا كصورة البهائم وصورة البعير لا كصورة الفرس روى هذا المعنى الضحاك عن ابن عباس وبه قال مجاهد وسعيد بن جبير .
والثاني أعطى كل ذكر زوجه رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس وبه قال السدي فيكون المعنى أعطى كل حيوان ما يشاكله .
والثالث أعطى كل شيء ما يصلحه قاله قتادة .
وفي قوله ثم هدى ثلاثة أقوال .
أحدها هدى كيف يأتي الذكر الأنثى رواه الضحاك عن ابن عباس وبه قال ابن جبير .
والثاني هدى للمنكح والمطعم والمسكن رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس .
والثالث هدى كل شيء إلى معيشته قاله مجاهد وقرأ عمر بن الخطاب وابن عباس والأعمش وابن السميفع ونصير عن الكسائي أعطى كل شيء خلقه بفتح اللام .
فان قيل ما وجه الاحتجاج على فرعون من هذا .
فالجواب أنه قد ثبت وجود خلق وهداية فلا بد من خالق وهاد .
قوله تعالى قال فما بال القرون الأولى اختلفوا فيما سأل عنه من حال القرون الأولى على ثلاثة أقوال